آخر اوراق التوت على وشك السقوط عن
عورة السلطان ( مُسَيْلَمَة الكذاب) في ادلب
المحامي حسين نعسو
ان المراقب للمباحثات والمحادثات المكوكية الروسية التركية المتزامنة والمترافقة مع التصعيد العسكري للنظام والتقدم السريع له على الارض والانهيارات المتسارعة والمتتالية لادوات اردوغان من الفصائل المسلحة ومايتبع ذلك من تعالي وتصاعد وتيرة التصريحات التركية تارةً وانخفاضها تارةً اخرى يعبّر وبشكل لايدع مجالاً للشك عن عمق الازمة التي تعايشها تركيا والموقف العصيب التي توجد فيها نتيجة لاسلوب اردوغان البلطجي في ممارسة السياسة وتصريحاته الشعبوية وتهديداته الجوفاء بخوض حربٍ ضروسة ومفتوحة ضد الجيش السوري والهادفة بالدرجة الاولى الى دغدغة مشاعر البسطاء والقومجيين من الشارع التركي الانتخابي وخداع وايهام حريمه من تشكيلات المعارضة السورية المتسكعة على ابوب بلاطه من جهة
ومحاولةً منه للتستر على المضامين والبنود الخفية لاتفاقيات سوتشي وآستانا من جهة أخرى والتي يتم تطبيقها حرفياً الان من قبل روسيا وتركيا ، وواهم من يعتقد بان تلك الاتفاقيات قد انتهت او ان مايجري الان على الارض هو على النقيض من بنود ومضامين تلك الاتفاقيات المبرمة بين روسيا وتركيا وايران ،بالرغم من الزعبرة والزوبعة التي تحدثها التصريحات التركية وحملات اللطم على الوجوه من قبل الساسة الاتراك الذين يحاولون الايحاء بذلك بان تركيا قد تم خداعها من قبل روسيا
حيث ان الوفود التركية تسابق الزمن قبل انتهاء مدة نهاية فبراير الجاري التي تم تحديدها من قبل اردوغان كموعد نهائي للنظام السوري بغية سحب قواته العسكرية الى الخطوط الخلفية لنقاط المراقبة التركية تحت طائلة اعلان الحرب وذلك في مسعىً منها للحصول على البعض من التنازلات الشكلية من روسيا من شأنها ان تحفظ ماء وجه مسيلمة الكذاب السلطان اردوغان وتحافظ على الحد الادنى من مصداقيته امام جمهوره وانصاره ،تلك المصداقية التي بدأت بالتلاشي رويداً رويداً نتيجة للازمات الداخلية والخارجية الناجمة عن سياسات حزب العدالة والتنمية وسلوك اردوغان المتهور والعدواني بدأً بسوريا ومروراً بالمتوسط والسودان والصومال وانتهاءً بليبيا
حيث جرت العادة وبعد كل تصعيد عسكري من قبل روسيا والنظام وقضمها للمزيد من الاراضي الخاضعة لسيطرة التنظيمات الارهابية المسلحة بان تتعالى الصيحات التركية وتطفوا الى السطح عنتريات اردوغان والتي سرعان ماتنتهي بجولة مفاوضات ومحادثات شكلية بين كل من روسيا وتركيا تفضي الى وقف اطلاق النار على ضوء الوقائع العسكرية الجديدة على الارض وذلك بغية امتصاص غضب ونقمة حريم السلطان من قادة فصائل المعارضة السورية القابعة والمرتمية في احضان الميت التركي والاستمرار في استغلالها وتجنيدها خدمةً لاجنداتها
وهكذا الى ان تتبعها جولات اخرى من التصعيد العسكري الروسي السوري وقضم المزيد من الاراضي التي تساهم في اسقاط اوراق التوت عن عورة السلطان اردوغان الواحدة تلو الاخرى والتي من المتوقع بان تسقط آخر تلك الاوراق بعد انتهاء المهلة التي حددها السلطان في نهاية فبراير الحالي والتي لايمكن له الوفاء بما وعد باستثناء توجيه ضربة الى قوات النظام هنا وضربة هناك لذر الرماد في العيون ليصبح بعدها كل عورات اردوغان مكشوفة لقطيعه من الفصائل المرتزقة السورية